زياد أبو شاويش
صعدت سلطات الاحتلال الصهيوني في الأيام
الماضية عدوانها الوحشي على قطاع غزة، مستغلة بعض التطورات المفاجئة في
المنطقة، ومستهدفةً عرقلة المصالحة الفلسطينية الداخلية وإمكانية اللقاء
بين الأشقاء للاتفاق على برنامج المواجهة مع عدوانها المستمر على أرضنا
وشعبنا.
إن قتلى الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا بفعل القصف الهمجي معظمهم من
المدنيين، بعضهم أطفال ونساء لا ذنب لهم، كما جرح العديد من الناس في مناطق
القصف، وهي مناطق في مجملها غير عسكرية.
لقد أدمى الصهاينة قلوبنا وأمعنوا في أهلنا بغزة قتلاً وتدميراً دون حسيب
أو رقيب، بل انبرت دول غربية كافرة لتأييد العدوان والقتل، ووجدت أخرى
المبررات للكيان الصهيوني ليفعل ما يشاء تحت حجة الدفاع عن أمنه ضد ما
تسميه زوراً الإرهاب.
الألم ومواجهة الموت والتشريد يعيش معه الفلسطينيون منذ عام النكبة ولا
يستسلمون، والظلم الذي يلحق بهم يزيدهم إصراراً على التمسك بكافة حقوقهم
المشروعة في وطنهم ولا ينحنون، ولهذا وجدنا الرد يأتي سريعاً من القدس بعد
أن قام المقاومون في غزة برد يتناسب مع قدراتهم وما يملكون من وسائل الدفاع
عن أنفسهم.
جاء الرد مستهدفاً حافلة إسرائيلية في الحي الغربي من القدس تقف قرب المحطة
المركزية للباصات فأوقع الكثير من الإصابات في صفوف المستوطنين والجنود
الذين كانوا يستقلونها أو يقفون بالقرب منها.
هم يعرفون أن ردنا لن يتأخر وأنه قادم حتماً وأن من يسبب الألم للشعب
الفلسطيني ويلحق به الظلم لا بد أن يدفع الثمن، والتجربة تنبئهم بأن
العدوان والقصف والقتل لن يجديهم نفعاً وسيرتد عليهم بذات الطريقة، وبأنه
يمكنهم إيلامنا في غزة أو غيرها فنرد بأن نوجعهم في القدس وغيرها أيضاً.
إنهم يدورون في حلقة مفرغة وقد حان الوقت ليرحلوا عن أرضنا وسمائنا.