نحن فلسطينيو الشتات .. نعتذر للعالم أجمع .. عن كوننا لا زلنا أحياء
خطيئتنا الكبيرة الكبيرة .. يا بحرية العينين .. يا أميرة .. أننا فقدناك.. ثم بقينا أحياء
نحن فلسطينيو الشتات .. تبكينا كل لحظة صوت أغنية بعيدة .. "ردني إلى بلادي" !! ويبكينا أكثر أنه لم يعد لنا ما نطلق عليه "بلادي" !!
نحن فلسطينيو الشتات .. ينكرنا أهلنا .. يكرهنا مضيفونا .. ولا يعرف أي منا وجهه بالمرآة.. مطرودون من الجنة المفقودة .. مكروهون حيث حللنا .. منتقدون مهما فعلنا.. دخلاء مهما حاولنا
60 عاما .. تلعننا الأرض حيث وطئنا .. تطردنا الظلال إن تفيأنا .. تتوسع المنافي وتتوسع غربتنا
إن أكرمنا أحد ما وتحدثنا بفضله "نحن مراءون منافقون .. نريد حمار مرتب نركبه" – على حد تعبير صديق عزيز ألقاها في وجهي ببساطة - وإن صمتنا "نحن ناكرين للجميل"
إن دخلنا مدرسة أو جامعة ما .. كانت كل العيون تتبعنا .. "نحن أولى بهذا المقعد منهم" ، إن عملنا بوظيفة ما "يأكلون خير بلادنا ونحن محرومون"
إن انزوينا بعيدا "نحن متكبرون لا نهتم" وإن شاركنا "نحن مقتحمون"
إن فعلنا خيرا "نحن مداهنون" وإن فعلنا شرا "نحن لا يطمر الخير فينا"
السيئ منا واضح كشمس الظهيرة .. وجيدنا - مهما كان جيدا- ليس أكثر من نجمة خافتة في ليلة غائمة ممطرة
نحن فلسطينيو الشتات .. قرابة 5 مليون مجذوم .. لا أهل لنا .. ولا وطن.. ولا ثمن، تناثرت دمائنا على أرصفة الأوطان الكبرى.. ففقدناها .. وطنا وطنا .. وسكنا سكنا !!
نحن فلسطينيو الشتات . إن حدثت أهل الداخل عنا .. قالوا : ماذا لهم في القضية وقد تركونا في الميادين وحدنا "وكأن ذاك كان بيدنا!!" .. وإن حدثت مضيفينا قالوا : لا تسعنا بلادنا .. فليذهبوا عنا.. فضاقت علينا الأرض بما رحبت
نحن فلسطينيو الشتات .. ننزف حتى أخر رمق فينا .. ولا أحد يهتم ، نعتصر حتى أخر وريد.. وخطيئتنا الوحيدة .. أننا نريد وطنا !! او حتى ملجأ آمنا !! لبعض الوقت.. لبعض الوقت فقط!!
لأن الانسان لا يستطيع أن يعيش دون وطن .. دون ملجأ .. حاولنا ابتداع الملاجئ .. مقاومة النسيان .. والطغيان .. أردنا أن نكون بشر .. ولكن لا بشر دون وطن
فكان بعضنا ذئب لا تأكله الذئاب.. وبعضنا ثعالب .. وبعضنا حميرا نحمل عنهم ومعهم ما حملونا ثم بالأخير يأكلونا .. وأكثرنا سباعا أكلته قطعان الضباع
أصبحنا كل شيء.. إلا ما نحن حقا.. إلا حقنا في الحياة .. إلا بشرا
حاول بعضنا مكرها استبدال الوطن بالثروة .. تلاحق العيون لقمتنا حتى قاع حلقوم فيكاد أن يغص بها آكلها..
وحاول بعضنا أن يتخذ دون الوطن وطنا .. ولكن الوطن كأم لا تستطيع استبدالها .. فلا نحن نجحنا .. ولا هم رحموا غربتنا
نحن فلسطينيو الشتات .. ليس لنا موضع في هذا العالم .. لا على سطح الأرض ولا حتى مكان ترتاح فيه عظامنا
نحن فلسطينيو الشتات .. مسكونون بالوجع والغربة والبرد .. فلسطين هذياننا الأبدي.. تسكن أجفاننا .. ولكنها لا تعرفنا ولا تذكرنا.. وربما حتى هي أيضا لا تريدنا
نحن فلسطينيو الشتات .. أولى بنا الموت من تلك الحياة!!!
لكننا لن نموت .. ولن نقبل أن تظل دمائنا على الأرصفة .. وذكرياتنا تحت الاقدام .. وهويتنا في مهب الريح
تحن فلسطينيو الشتات .. فلسطينيون حقا .. عرب حقا ..
نؤمن بالوطن .. والحرية.. والعروبة .. وقبل كل ذلك .. نؤمن ببلادنا .. حتى لو لم تعرفنا يوما