لا وجود للسعادة الزوجية الكاملة تماما، فهذه حقيقة يقر بها جميع المتخصصين ويعترف بها المتزوجون والمطلقون، إذ لا بد من وجود عقبات هنا وهناك تعترض هذه الحياة بين الحين والآخر. قد يختلف حجم هذه العقبات وتختلف أخطارها، ومن الضروري الاعتراف بأن إغماض العينين عنها لا ينفي وجودها، لكن المهم أن أصحاب العقول الراجحة يعرفون كيف يتعاملون مع هذه العقبات، كيف يتجاوزونها بل ربما كيف يستفيدون منها لتعزيز العلاقة الزوجية وتطويرها نحو الأفضل. ويحذر المتخصصون من الانجرار وراء الأوهام عن الحب والزواج والسعادة الكاملة وحكاية الحب القادر على اجتراح المعجزات، فالسعادة الزوجية تعتمد في الدرجة الأولى على كيفية تعامل الطرفين مع عشرات العوامل والقضايا مثل المال والجنس والغيرة والدين والأصل والعائلة والأطفال وأساليب التواصل والتفاهم والمسؤوليات والأحلام والطموحات، لكن العامل الرئيسي يدور حول التوقعات، ما يتوقعه الزوجان أو ما يريدانه من هذه العلاقة لأن عدم تحقق هذه التوقعات أو بعضها على الأقل يصيب صاحبها بخيبة أمل ربما توصله إلى مرحلة اليأس من إصلاح العلاقة الزوجية. ويقول المتخصصون إن عامل الوقت يلعب دوراً كبيراً في تسوية الخلافات بين المتزوجين، فكلما سارع الطرفان في التسوية وإيجاد الحلول المرضية فور نشوب الخلاف كانت النتيجة أفضل في حين أن التأجيل لا يجلب سوى تراكم الخلافات في انتظار انفجارها. والرغبة المشتركة في تسوية الخلافات هي الأخرى تلعب دوراً رئيسياً في تقرير مصير العلاقة الزوجية، فإذا توافرت هذه الرغبة لدى الطرفين تتحول العقبات والخلافات إلى منارات تضيء طريق المستقبل أمام الزوجين، أما إذا لم يكن لديهما، أو لدى أحدهما التصميم على الاستمرار والحفاظ على العلاقة الزوجية فمن الأفضل للطرفين الاعتراف بالعجز عن تسوية هذه الخلافات وبالتالي المضي كل منهما في طريقه.