>> فصل الشتاء .. فصل المعجزات <<
سيكون حديثي من وجهة نظر شخصية ربما يُوافقني عليها البعض ..
أحببت أن اشارككم فيها ..
لعلنا ندرك حقيقة لحظاتنا الجميلة وذكرياتنا التي تُشعرنا بإنسانيتنا دائماً...
والتي نتغافل عنها أحياناً ..
أو على الأقل لنتوصل لحقيقة مانعيشه ,
هل هو من صنعنا أم من صنع الحياة كما يظن البعض ..
فصل لعلني أسميه << فصل الترابط وتجديد العلاقات الأسرية >>
ذلك الدفىء الأُسري الذي تفقده معظم العائلات في بقية الفصول,
نجده عندما تنخفض درجات الحرارة ..
كيف ....؟
دعونا نعيش تلك الأجواء سويةً
من منا لايحمل أجمل ذكرياته من فصل الشتاء ..
طبعاً نستثني من ترتبط بهذا الفصل ذكرياتهم السيئة ..
ومن منا لايشعر بالشوق للحظات لايستطيع أن يعيشها سوى في فصل الشتاء .
مع إشتداد البرد وصعوبة ممارسة حياتنا اليومية المعتادة ,
عندما يُصيبنا التكاسل والخمول لدرجة أننا نبحث عن الفراش لننام
حتى وإن كنا لانشعر بالنعاس,لكن يحلو لنا ذلك حينها ...
عندما يُصيب بعض الطلاب حالة من اليأس ,
عندما نوقظهم في الصباح ليذهبوا لمدارسهم
فتسمع منهم مختلف الأمنيات وجميعها تتعلق
بوقف الدراسة في فصل الشتاء ..
عندما يعجز الموظف عن آداء عمله بإتقان ,
لإنه بحاجة لفنجان من القهوة أو كوباً من الشاي ..
أو حتى للراحة رغم أنه لم يبذل مجهوداً يُذكر ..
عندما تحلو لنا مشاهدة التلفاز ومختلف البرامج
بينما في بقية ايام السنة نفضل مشاهدتها على أجهزتنا المحمولة لاغير ..
لعل كلماتي تُوحي لكم بأن هذا الفصل هو فصل لاحياة فيه ..
حيثً انه يُخالف حالتنا وقت الصيف
السكون والهدوء وتلك الأجواء التي منحناها نحن لهذا الفصل...
لاحظوا معي إختلاف مايحدث معنا في نفس الوقت ..
لا أعرف ماذا أسميه....!!
لكن ربما يكون هناك نوع من التناقض نعيشه
حيث نحب ولانحب في نفس الوقت ...
لانحب البرد ومع ذلك نحب مايمنحنا إياه من شعور..
حيث أغلب ذكرياتنا الجميلة تكون حينه
لانحب الخروج في وقت الشتاء ومع ذلك نشتاق لأجواءه
التي يصفها البعض بالأجواء الخيالية ,
فنتمنى عودته لنعيشها مرة أُخرى ..
لانحب العمل او الدراسة ومع ذلك نحب تلك اللحظات
التي نعيشها مع اصدقاءنا هناك ..
هي كالصور التي تُطبع في ذاكرتنا ,
حدوثها لم يكن إجبارياً بل كان بملىء إرادتنا
مايُعارضنا هو شيء لن نتمكن من معرفة حقيقته مالم نبحث عنه جيداً..
لانحب الضجيج ونبتعد عن كافة مصادرة لكن لانشعر بالراحة إلا على اصداءه ..
لتعلموا قبل كل شيء بأن هذا الفصل هو الحياة ,
الحياة الحقيقية التي يجب أن نعيشها دائماً , في كل الفصول ..
ارى بأنها جميلة وممتعة حيث تجبرنا أن نبقى في البيت لفترات طويلة
فتلك الأوقات التي نقضيها بالتسكع هنا هناك
نفضل أن تكون في مثل هذا الوقت في المنزل ومع العائلة
امام المدفأة أو حتى في غرفتك
المهم أن لاتكون خارج المنزل , فيتمكن الأهل من رؤيتك والإطمئنان عليك..
كذلك تُجبرنا أن نجتمع ونحيط بذوينا نسامرهم نعرف أخبارهم
ونشاركهم لحظاتهم اياً كانت هذه اللحظات..
تلك الأمور التي نُحبها ونشعر بروعتها عندما نعيش لحظاتها ثانية بثانية ..حتى بالخيال ..
بالتالي نتمنى أن يعود فصل أو وقت معين لتعود معه تلك اللحظات ..
كيف ندرك بأننا نعشق تلك اللحظات بالتالي نرفض أن نعيشها
بل نفعل المستحيل أحياناً لتجاوزها
ولانبحث عنها إلا في وقت معين ..
لا أعرف هل نحن من منحنا تلك اللحظات جمالاً أم ذلك الوقت ..
إذا كُنا نحن إذاً نستطيع أن نصنع لحظاتنا ونعيشها في أي فصل
وليس بالضرورة في الشتاء ..
لكن إذ كان الوقت أو الموسم نفسه فهنا نحن نحتاج للتوقف وللتأمل
ولإعادة التفكير في كيفية معايشتنا للحظاتنا..
أيهما حقيقي وأيهما يستحق أن نجعله الجزء المسيطر على حياتنا
هل ما نصنعه لأنفسنا أم مايصنعه لنا الوقت أو الزمن ..
هل هناك سعادة تتحقق دون أن نساهم نحن بتحقيقها..
لا أعرف إذ كان هذا شعور ينتاب البعض في هذا الوقت من السنة ..
في نظري فصل الصيف هو فصل قطع العلاقات وتباعد المسافات فيما بيننا..
فصل العمل والإنشغال بما هو مهم وماهو غير مهم ...
لكن في الشتاء نكون أقرب ..
تشعر برغبة في مخالطتهم يكون لأحاديثكم طابع خاص ومميز
تشعر بجماله وروعته بمجرد النظر لمن هم حولك
نشعر احياناً بالحنين لأقاربنا الذين اشغلتنا عنهم الحياة طوال السنة ...
نشعر ايضاً بأن إجتماعنا حول المائدة يحمل صورة حسية
تمنحك أملاً بأن الحياة لازالت جميلة ..
تلك الصورة يكون لها نقش خاص يصعب عليك احياناً نسيانه,
ويظل ذكرى تحتفظ بها بذاكرتك لبقية فصول السنة
وحتى يعود هذا الفصل من جديد...
وكأنك تجعل منها زاداً لك يمنحك قوة لتحمل قساوة الحياة فيما بعد ..
تشعر في هذا الفصل بأن حواسك تقوم بعملها كما يجب ..
فتقوى ...ليست مُتضررة كبقية الفصول
حيثً نفقد أحياناً الشعور بجمال الحياة وجمال كُل ماهو حولنا
رائحة القهوة في الصباح , ليست ككل صباح ..
وتلك الروائح الشهية المُنبعثة من المطبخ تكون مختلفة
رغم أنك شممتها من قبل ..
مذاق كُل شيء مختلف وجميل وكأنك تتذوقه لأول مرة ..
حتى لأحاديثنا مذاق خاص لهمساتنا , لنظراتنا ...
لأعمالنا ببساطتها وصعوبتها ..
نشتاق لأيام نعيشها بكامل احاسيسنا مع اشخاص نحبهم ..
في اوقات معينة وعندما تنتهي ننتظرها لتعود ...
لكن ...
لماذا تكون اشواقنا محصورة في مواسم معينة ولأشخاص بأعينهم
فنحمل ذكريات جميلة نتمنى أن تعود...لنعيشها مرة أخرى ....؟
مع ان الأشخاص حاضرين وليسوا غائبين
وتلك اللحظات بإمكاننا أن نعيشها في اي وقت ..
أن نجتمع ونتسامر ونخرج رحلات سويةً ...
مايذهب هو الفصل فقط ..
هل نحن من ربطنا اللحظات الجميلة بفصل معين أم العكس ...؟.
هل نستطيع معايشتها متى شئنا أم في وقت معين بالتالي نشعر بالحنين إليها ونتمنى عودتها....؟
الموضوع حول التركيز في اللحظات الجميلة التي نعيشها , كيف نصنعها , وقدرتنا على منح أنفسنا سعادة في أي وقت ..